وفی إیران، تعد المدن والجزر الساحلیة أکبر وأهم مصدر لإمدادات الأسماک، لذا فإن أسواق الأسماک هی المصدر الرئیسی لإمدادات الغذاء. أیضا سلسلة العملیة الأخیرة. وکانت مشاکل البنیة التحتیة والصحة من أهم التحدیات التی کان یواجهها السوق. تتمتع جزیرة کیش بمناخ صحراوی حار شبه استوائی مع فصول صیف طویلة وشتاء قصیر ومعتدل. وخلال الطقس الحار خلال الأشهر الستة الأولى من العام فی هذه الجزیرة، تنتشر رائحة الأسماک الکریهة فی أنحاء السوق وتزعج السکان. وتسبب سوء الإدارة وغیاب الإشراف فی استیاء السکان المحلیین والسیاح. فی عام 2018، قررت منظمة منطقة کیش الحرة إعادة بناء وتطویر سوق أسماک کیش لحل المشاکل وزیادة مستوى الصحة والرضا.

 وکانت إعادة تصمیم سوق السمک معقدة للغایة وتتطلب معلومات مفصلة عن العملیة برمتها، من الصید إلى التخزین والتوزیع. ولتحقیق هذا الهدف کان لا بد من إجراء مسح للصیادین وبائعی الأسماک والعملاء المحلیین لعدة أیام، کما یمکن اعتبار دراسة المعاییر الصحیة بدایة عملیة التصمیم وکذلک مصدر معلومات لاحتیاجات سوق الأسماک. . کما أن دراسة التجارب الناجحة لأسواق الأسماک العالمیة حول العالم قدمت معلومات قیمة لفریق التصمیم والبناء. کان الوقت وقیود المیزانیة وموقع البناء على أرض صناعیة بالقرب من الساحل هی التحدیات الرئیسیة التی واجهها الفریق خلال المشروع.

لقد کان تصمیم سوق السمک کمشروع ذو وظیفة محددة فرصة رائعة لتقدیم أکثر من مجرد سوق عادی. إن وجود السیاح الأجانب والمحلیین، وموقع المبنى الحالی فی مبنى محلی بهندسته المعماریة المحلیة الجمیلة، وتاریخ صیادی اللؤلؤ فی الخلیج الفارسی حول جزیرة کیش، بالإضافة إلى عادات الصیادین وأسلوب حیاتهم هی مصدر من مصادر الاهتمام. کان الإلهام لإنشاء أفکار جدیرة بالاتجاه الرئیسی للفکرة المفاهیمیة هو أن العمیل یجب أن یحصل على شیء أکثر من مجرد سمکة. فی سوق تجار السمک فی کیش. یمکن للفکرة التکمیلیة للارتباط الفنی الثقافی مع التصمیم المعماری الوظیفی أن تزید من جودة وقیمة المساحة وتجلب تجربة جدیدة للعملاء فی السوق.

تتضمن خطة إعادة إعمار وتطویر سوق ماهی کیش هدم وإعادة بناء 60% من المبنى الحالی بمساحة 900 متر مربع (إجمالی المساحة الداخلیة وواجهتین والسور الرئیسی) وتوسیع 700 متر مربع بمساحة 900 متر مربع المبنى الجدید بجوار الجزء القدیم من المبنى الحالی والمبنى الجدید بواسطة عمود متصلان ببعضهما البعض. لا یلعب العمود دورًا مناخیًا من خلال خلق ظلال باردة حول الأجزاء الجنوبیة والغربیة والشرقیة فحسب، بل یخلق أیضًا تناغمًا بین المبنیین، وهو ما یتکرر أیضًا فی الهندسة المعماریة لجنوب إیران. یحتوی برج الریاح الذی یبلغ ارتفاعه 9 أمتار، والمستوحى من عاکسات الریاح البسیطة والمکعبة فی المدن الجنوبیة لإیران، على صندوق متدرج وإمکانیة الوصول الرأسی إلى السقف والمعدات المیکانیکیة. یعد برج الریاح هذا ذو المشابک الخشبیة ذات اللون البنی الدافئ واللون الترابی والبیج الفاتح جزءًا من هویة المبنى وعلامة للمنطقة. تتناسب ألوان الواجهات بشکل مثالی مع السیاق ویتم طلاء الجدران الخارجیة بأفضل جودة لتبقى فی رطوبة عالیة وتحمی المبنى من أشعة الشمس الحارقة.

تشتمل المساحة الداخلیة لسوق أسماک کیش على قاعة کبیرة لتورید الأسماک، ومنطقة تفریغ وغسیل الأسماک، وغرفة ثلج، وقاعة تجمید، وقاعة انتظار وتنظیف الأسماک، وتعبئتها وتصدیرها، والإدارة والأمن، وغرفة القمامة، ومسکن للموظفین، ودورات میاه عامة و وقوف السیارات. ولجمع الناس فی الخارج، توجد ساحة صغیرة محلیة بها منصات للجلوس والراحة. یوجد نظام صرف صحی تحت الأرض على أحدث طراز، ومرافق تبرید عالیة الکفاءة، ومکتب مخصص لتنظیف الأسماک، و16 کشکًا مقاومًا للصدأ بالکامل مع عدادات أسماک مجهزة بالکامل لخدمة تجار الأسماک والعملاء. کما یمکن للعملاء طلب الأسماک المفضلة لدیهم وطرق التنظیف من خلال تطبیق مخصص على أجهزتهم المحمولة. لذا، فهو سوق حدیث ذو سمات تقلیدیة.

یوجد فی الداخل والقاعة الرئیسیة رسم بیانی کبیر ونقش یدوی یوضح أجواء میناء کیش والتاریخ المنسی لصید اللؤلؤ الثمین فی جمیع أنحاء الجزیرة بالمراکب التقلیدیة. بالإضافة إلى ذلک، وللتأکید على الثقافة الإیرانیة، تم ختم قصیدة عن البحر وطیور النورس على الجدار الداخلی. الترجمة الفنیة للشاعر موجودة فی الفضاء الحقیقی. داخل القاعة الرئیسیة، تم تعلیق عدد من منحوتات طیور النورس من السقف أثناء تحلیقها فوق طاولات الأسماک. تمثال النورس الأبیض التجریدی مستوحى من أحد أشهر الشعراء وهو سعدی الشیرازی، مما یدل على أن الله ینفع جمیع خلقه. یعد الإطار الخشبی الکبیر والمرساة الرسومیة الجمیلة من العناصر الفنیة الأخرى فی التصمیم الداخلی والتی قد تکون ذکرى مهمة فی أذهان السیاح.

مدیر المشروع: مصطفى خانزادی. شهرام جودت
المهندس المعماری: أبو الفضل جعفربور
الهیکل: مهدی معینی
المیکانیکی: أرفاند باغستانی
کهرباء: هادی الیوسفی